كيف نرتّب غرفة الأولاد؟

غرفة الأولاد قد تكون أكثر غرفة غير مرّتبة بالبيت. إذا مللتم أنتم ايضًا من الدوس على دُمية الديناصور أو مكعّب لوچو صغير في كل مرة تدخلون فيها إلى غرفة الأودلاد، فما عليكم إلا أن تخصّصوا وقتًا لترتيبها. إليكم المرشد الشامل لترتيب غرفة الأولاد بشكل يساعد على نموّهم وتطوّرهم.

الأولاد هم مصدر للفرح والسرور، وكذلك الأمر بالنسبة للأعداد الكبيرة من ألعاب الأطفال، الكتب الدُّمى والسيارات التي يلهون بها ويبعثرونها في غرفهم فيدوس عليها الأهل مما يُثير غضبهم.

أخصّائية العلاج بالنطق والخبيرة بعلاج الأطفال، إفرات شڨارتس، تقول: " ترتيب غرفة الأطفال مهّمة ليس فقط للكبار وإنما للأطفال أنفسهم، فالغرفة المرتبة تمكّن الطفل من العثور على ألعابه، وتساعده في إدارة وقته ومكان تواجده، ما يساهم في خفض مستوى الإحباط والخوف لديه. تربية الأطفال على الترتيب والنظام والمحافظة عليه يُشجّع الطفل على تنمية عادات وانماط سلوكية أفضل، 

إذًا، خصّصوا الوقت اللازم لترتيب غرفة الأطفال مع الحرص على ضمّ الأطفال إليكم للقيام بهذه المهمة، وستكتشفون كم سيستمتعون بها.

قبل البداية يجب التزوّد بما يلي:

علب پلاستيك شفّافة بأحجام مختلفة- يُنصح بتخصيص علبتين كبيرتين لتخزين الألعاب الكبيرة مثل: الكُرات، السيارات، ألعاب الليچو وما أشبه. بالإضافة إلى العلب الكبيرة استخدموا علبًا بأحجام صغيرة ومتوسطة، بحيث تكون مقسّمة إلى خلايا صغيرة لتخزين الألعاب الصغيرة.

خزانة مع رفوف – ضعوا العلب والألعاب على رفوف الخزانة ويفضّل أن يكون ارتفاعها مساويًا لطول الطفل ليتسنى لهم اختيار الألعاب التي يرغبون بها ( ما عدا الألعاب التي تفضّلون أن تكون بعيدة عن متناول أيديهم). على الخزانة أن تتّسع لكل الألعاب والعلب والكتب. 

كذلك يمكن استخدام سلّة (مُعلّقة أو ملقاة على الأرضية) كحل رائع للدُّمى وجمع الألعاب بسرعة قبل تصنيفها والفصل بينها، خاصة عندما تريدون ترتيب الغرفة بسرعة (ولكن لا تنسوا، بعد ذلك، تصنيف الألعاب وإعادتها إلى مكانها).

نبدأ بالترتيب:

1. تصنيف الألعاب – كل عملية ترتيب يجب أن تبدأ بالتصنيف: ما الذي نحتاج إليه؟ ما هي الأغراض التي يجب إلقاؤها في سلة المهملات، وما هي الأشياء التي يجب الإحتفاظ بها. الألعاب المكسورة، الممزّقة والتالفة يجب التخلص منها، لأن الأطفال لن يلهوا بها أصلا. لذلك تخلّصّوا منها.

وتوضّح الأخصائية شڨارتس بأن القدرة على التنظيم والضبط لدى الأطفال الصغار ليست متطوّرة بما فيه الكفاية. الغرفة المملوءة بالألعاب المتاحة للطفل قد تدفعه إلى عدم التعمق والتأمل والدراسة والبحث في المحفّزات.

. إن "إغراق" الطفل بالكثير من الألعاب قد ينطوي على تأثيرات سلبية في مجال تطوّره على المدى البعيد. يُفضّل اختيار عدد قليل من الألعاب – لعبة واحدة من كل نوع – لعبة تركيب/ بناء، لعبة پازل، لعبة خيال، لعبة الورق والمكعّبات. مع الوقت يمكن التناوب على الألعاب لإثارة إهتمام الطفل.

كجزء من التصنيف واختيار الألعاب التي يجب إتاحتها للأطفال، من المهم أن نعرف أية ألعاب ملائمة لمرحلة تطوّر الطفل. وفي هذا السياق تقول شڨارتس:

"في السنة الأولى من حياة الطفل اللعب هو حِسّ حَرَكي حيث يُدخل الطفل أغراضا إلى فمه ومن ثم يُلقيها خارجًا أو يلقي بها أرضًا وما أشبه. في هذه المرحلة المبدأ الموجّه لتنظيم وترتيب الغرفة هو الأمان والسلامة- إبعاد الأغراض الصغيرة أو الحادة عن الطفل ومراقبة شديدة للمنطقة التي يلهو فيها.

في نهاية العام الأول من العمر يبدأ اللعب الوظيفي لدى الطفل، ويتمثل ذلك في تحريك سيارات، نزهة مع دمية داخل عربة وغيرها. أثناء اللعب يقوم الطفل بإسترجاع حالات وأوضاع مختلفة من حياته اليومية. في هذا العمر من المهم أن نقدّم له تلك الألعاب التي تمكّنه من ممارسة اللعب الوظيفي – مثل: أدوات أكل، غذاء من البلاستيك/ الخشب، عربة دُمية، بانيو للدمية وغيرها.

مع تقدّم عمر الطفل يتحول اللعب إلى أمر رمزي ومركّب أكثر، ويشمل مجموعة متتالية من النشاطات، مثل وضع الدمية لتخلد للنوم بعد الحمّام. في هذا العمر يمكن أن نقدّم للطفل قطعًا لا تستخدم يوميًا، مثل أدوات العمل وأدوات الطبيب.

إبتداء من عمر 3 سنوات يصبح الطفل قادرًا على أن يلهو بألعاب مكعّبات وألواح وتركيب بسيطة.

في سن الذهاب إلى المدرسة يُكثر الأطفال من دعوة أصدقائهم إلى البيت للّعب معًا، وغالبًا ما يلهون بألعاب مثل الدُّمى، الأزياء التنكّرية، ألعاب تركيب مثل اللوچو أو ألعاب حَرَكية مثل ألعاب الكرة.

2. نبدأ بالترتيب – نضع بالعلب السيارات، أدوات المطبخ، المكعّبات والألعاب الصغيرة. يُنصح بتخصيص كل علبة لنوع مختلف من الألعاب، مثلًا في إحدى العلب نضع كل السيارات وفي العلبة الأخرى نضع أدوات المطبخ وفي العلبة الثالثة نضع المكعّبات وهكذا.

من أجل تربية الطفل على الإستقلالية تنصح شڨارتس بوضع الألعاب المتعلقة بعضها ببعض معًا، مثلًا يوصى بوضع العربة إلى جانب الدُّمى والألعاب التي تحاكى المأكولات إلى جانب أدوات الأكل.

كذلك تنصح شڨارتس بوضع هذه الألعاب قريبًا من متناول الطفل لكي يتسنى له اللهو بها بشكل مستقلّ وتشجيعه على إعادتها إلى مكانها مع انتهاء اللّعب.

3. ترتيب الرّف – يمكن ترتيب ألعاب المكعّبات والتركيب على الرّف مباشرة. ضعوا العلب فوق بعضها البعض حسب الحجم - الأكبر حجمًا في الأسفل والأصغر حجمًا في الأعلى. وإلى جانب ألعاب التركيب والبناء ضعوا علب البلاستيك والكتب.

إنتبهوا: رزم أوراق اللعب (الشّدة) قابلة للتمزق، ينصح بترتيب ألعاب مثل "تاكي" او "رباعيات" في علبة صغيرة مقسّمة إلى خلايا.

بالنسبة للأطفال الصغار تنصح شڨارتس باختيار عدد قليل من الكتب والألعاب وعرضها على رفّ منخفض بحيث يكون غلاف الكتاب الأمامي واضحًا للعيان، الأمر الذي يشجّع الطفل على تناول الكتاب وتصفّحه، هذه الطريقة أفضل من ترتيب الكثير من الكتب في مكتبة مليئة بالكتب.

4. الدرّاجة الهوائية وألعاب العجلات: إذا كانت الغرفة صغيرة قوموا بتعليق الدراجة على علّاقة حائط. يمكن شراء العلّاقة من محلّات بيع الدراجات الهوائية بسعر مريح.

5. الألوان ومنتجات إبداعية: يحب الأطفال قضاء ساعات طويلة بالرّسم، التلوين والتلصيق، اللهو بالعجين او المعجونة.

يُنصح بتخصيص زاوية للإبداع في الغرفة: طاولة وكراسي، رفوف للتخزين وعلب لمواد الإبداع، 

كذلك ينصح بتخصيص علبة لكل منتج: ألوان الپاستيل في علبة واحدة. ألوان التوش في علبة أخرى وهكذا. لتخزين مواد الإبداع يفضّل استخدام علب ذات جوارير لتخزين مختلف المواد.

هكذا نحافظ على الترتيب والنظام:

1. شاركوا الأطفال في الترتيب: غرفة الأطفال هي لهم، لذلك يجب إشراكهم في الترتيب، التصنيف وإتخاذ القرار حول وضع كل غرض في المكان المريح لهم. وهكذا يعرف الأطفال مكان وجود كل غرض ويسهل عليهم إختيار اللعبة التي يريدون أن يلهوا بها وإعادتها إلى مكانها.

2. رَفّ لكل طفل – غالبًا ما تكون الغرفة مشتركة لشقيقين أو أكثر. خصّصوا لكل طفل رفّا خاصًا به حسب احتياجاته وعمره.

3. لعبة الترتيبات – يفضّل إكساب الطفل عادة ترتيب غرفته منذ الصِغَر. إلعبوا مع الأطفال والأولاد الصغار لعبة الترتيبات: في ساعات المساء أو عندما تقرّرون الإنتهاء من لعبة ما ، ضعوا موسيقى إيقاعية وإجروا مسابقة بين الأطفال: من يْدخل أكبر عدد من الألعاب إلى مكانها ويساعد في ترتيب الغرفة؟

وآخيرًا تنصح إفرات شڨارتس: " يجب الإمتناع عن "غمر" الغرفة بالألعاب وشراء الكثير من الألعاب من نفس النوع، "غمر" الغرفة يعني عدم قدرة الطفل على التمحور في لعبة واحدة، ناهيك عن الآثار بعيدة المدى خاصة على الأطفال الذين لديهم مشاكل في الإصغاء والتركيز".