البعوض الذي تجاوز الحدود

الإجازات العادية وشهر العسل تدفع بالكثير من الأشخاص للخروج إلى رحلات مثيرة وغير إعتيادية في خارج البلاد.

ولكن, للأسف فأن البعوض أيضا يحبّ "التجوّل" معنا حيث نكون. لماذا قد تكون لسعات البعوض خطيرة لنا, وكيف يمكن ان نتجنّبها. البروفيسور إيلي شفارتس، مدير المركز لطب الرحلات والمتنزّهين والأمراض الإستوائية في مستشفى تل هشومير يرّد على كل الأسئلة المزعجة.

البعوض - وليس الأفعى أو الأسد وحتى أسماك القرش هو أخطر كائن حي بالنسبة للإنسان.

لا تتفاجأوا ! ففي كل عام يصاب حوالي 700 مليون شخص بأمراض يتم نقلها بواسطة البعوض كما يقول البروفيسور شـﭬارتس، مدير المركز لطب المتجوّلين والأمراض الإستوائية في مستشفى "تل هشومير", ويضيف شـﭬارتس: "بعض هذه الأمراض أصبحت تتصدّر قائمة الأمراض القاتلة متجاوزة بذلك مرض الكوليرا".

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي حوّل هذه الحشرات اللاسعة إلى خطيرة وهل يمكن الوقاية منها؟

 

إحذر! أمامك بعوضة!

يقول شـﭬارتس: "بداية", يجب أن نعرف بأنه ليس كل لسعة بعوضة قادرة على نقل المرض. من المهم أن نعرف البعوض القاتل والمكان الذي ينشط فيه لكي نعرف كيف ومتى نحمي أنفسنا منه".

إذا كان الأمر كذلك, ما هي أخطر أنواع البعوض في العالم. وهل يوجد منها في إسرائيل؟ إليكم القائمة التي تبدأ بالبعوضة المعروفة بإسم "ادس".

يقول البروفيسور شـﭬارتس محذّراً: " جاء هذا الإسم من اللغة اليونانية وهو يعني راحة وألم. إسمه يدلّ عليه.

بالإضافة إلى لسعته المؤلمة فهو ينقل أمراضا كثيرة ومنها : "حُمّى الضنك" (دانـﭼي) وهو مرض ﭬيروسي قد يؤدي إلى الموت وينتشر هذا المرض تقريبا في جميع مناطق الشرق الأقصى، قارة أمريكا الجنوبية والوسطى,  جزر الكاريب وأفريقيا. أما في البلاد فيطلق عليه إسم " النمر الأسيوي" وينمو ويتطور في المياه الراكدة وحتى في مجمعات المياه الصغيرة، مثل أحواض وقواوير النباتات . جاء هذا النوع من البعوض من الشرق الأقصى (ومن هنا جاء اسمه). وصل إلى البلاد داخل سلع وبضائع تم إستيرادها من الشرق الأقصى إلى إسرائيل. هذا النوع من البعوض قادر على نقل أنواع كثيرة من الجراثيم ومنها "حُمّى الضّنك" (دانجي) وحمّى "الزيكا" التي حظيت مؤخّرا بتغطية إعلامية واسعة.

بعوض الكوليكس وهو يتواجد في أنحاء العالم، بما في ذلك إسرائيل.

 

ينشط هذا النوع في ساعات الليل والصيف, وفي البلاد ينقل هذا النوع جرثومة حُمى النيل الغربي، وهي مرض صعب ينتشر في أشهر الصيف.

ويشرح البروفيسور شـﭭارتس: " مصدر هذا الـڤيروس هو من الطيور التي تهاجر من أفريقيا إلى أوروبا في أشهر الصيف. عملية الإصابة  بالعدوى تبدأ عندما يلسع البعوض الطيور لكي يحصل منها على وجبة الدم الضرورية له, وفي حالة لسع الإنسان فإنه ينقل إليه المرض. حاليا لا يوجد تطعيم ضد هذا المرض."

بعوضة الأنوفيليس هي بعوضة معروفة وتنقل مرض الملاريا، الذي كان منتشرا في أنحاء العالم الغربي، بما في ذلك إسرائيل. وقد تمّ القضاء على هذا المرض في منتصف القرن الـ - 20. ويقول البروفيسور شـﭭارتس: "رغم القضاء على الملاريا إلا أنه هناك  بعض حالات الإصابة بالمرض وحتى الوفاة بسببه. هناك متنزّهون وصلوا إلى أماكن تنتشر فيها الملاريا خاصة في أفريقيا وعادوا وهم يحملون المرض. بعوضة الأنوفيليس تنتمي إلى عائلة البعوض الذي يلسع، لذلك فإن الوقاية منه يجب أن تكون في ساعات المساء وحتى ساعات الصباح الباكرة. بالإضافة إلى دهن المستحضرات توجد أقراص دواء لمنع الملاريا".

ويضيف شـﭭارتس : "يعتقد الكثير من المتنزّهين الذين يسافرون إلى أوروبا, بأنها خالية من مخاطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض, ولكن الحقيقة هي أنه حتى في أوروبا هناك بعوضة "آدس", وكذلك قد يُصاب المتنزهون في أوروبا بعدوى حُمى النيل الغربي".

إذا، هل تشكّل هذه الأمراض خطراً على المتنزهين هناك؟

د. شـﭭارتس: "بالتأكيد لا. يجب ان نتذكّر ونعرف بأن بعض هذه الأمراض موجودة في البلاد. صحيح أن المتنزّهين خارج البلاد قد يصابون بعدوى الأمراض التي ينقلها البعوض، ولكن مع العَولمة وإستيراد بضائع وسلع من الخارج، فإن هذه الأمراض تصل أيضا إلى إسرائيل، ولذلك من المهم أن نكون مُدركين لذلك.

 

هكذا تحمون أنفسكم من لسعات البعوض في خارج البلاد

الجدير بالذكر أنه من المهم أن نتجنّب لسعات البعوض قدر الإمكان، حتى أثناء مكوثنا خارج البلاد.

إليكم 10 نصائح مقدّمة من البروفيسور إيلي شـﭭارتس لتفادي اللسعات.

  1. إدهنوا مادة طاردة للبعوض تحتوي على DEET وبتركيزعالٍ (25% أو أكثر).
  2. إذا كان معكم بالرحلة أولاد وأطفال، يمكن إستخدام مواد طاردة للبعوض مخصّصة لهم.
  3. خلافا لما يعتقد الكثيرون، المواد الطاردة للبعوض التي يتم شراؤها من البلاد تعتبر فعّالة وناجعة لأنها مراقبة ومعروفة حسب مركباتها.
  4. إهتموا بان تناموا في غرف محمية من البعوض. هل تنامون في غرفة غير مكيّفة؟ تأكّدوا من وجود "منخل" كامل على الشبابيك و"ناموسية" حول السرير.
  5. هل تتنزّهون ومعكم عربة اطفال؟ غطّوها جيداً بواسطة "ناموسية" وتأكّدوا من أنّها خالية من الثقوب.
  6. يمكن التزوّد بمستحضر طارد للبعوض يمكن وصله بالكهرباء.
  7. المتنزّهون الذين تعرّضوا للسع بالخارج ومرضوا، إذا عادوا إلى البلاد في غضون أسبوعين من إصابتهم بالمرض، فهم ملزمون بالوقاية حتى في البلاد بواسطة مواد طاردة للبعوض.

الهدف: منع تعرّضهم للسعات بعوضة محلية قد تنقل المرض إلى الآخرين.

  1. لكل بعوضة يوجد ساعات عمل ونشاط مختلفة. البعوضة التي تنقل الملاريا تنشط في ساعات الليل، بينما البعوضة التي تنقل حُمّى الضنك(دنـﭼي) و"الزيكا" تكون فعّالة في ساعات النهار. إفحصوا ما هي الأمراض المنتشرة في المناطق التي تتنزّهون فيها.
  2. ينجذب البعوض إلى تجمّعات المياه، ولذلك يُستحسن الابتعاد عنها قدر الإمكان. إذا كنتم معنيين بالتنزّه بالقرب من بحيرة، نهر أو وادي – إحرصوا على قواعد الوقاية بحذر كبير.
  3. إحرصوا على قراءة نشرة الإستخدام المرفقة بمستحضرات الحماية والوقاية من البعوض وتأكّدوا من أنها تحمل مصادقة وزارة الصّحة.

رحلة موفّقة وممتعة